الهى ..إليك اشكو ألامى
لا أدرى هل كانت تجلس أمامى .. أم كانت تجلس بداخلى
هل هى فتاة أخرى أم هى مراة تنعكس عليها ألامى ..تذكر ألامى التى عشتها
جلسنا معا .. يفصل بيننا فضاء المكتب
تحكى .. وأنا أدون واكتب
أظافره نهشت لحم وجهها ورقبتها
أصابعه قطعت خصلات شعرى
قدمه اشبعت سيقانها ألماً
يديه كتفت يدى وجمدت حركتى
تصرخ ..
أنا لم استطع أن اصرخ
لا لم استطيع الدفاع عن نفسى
كانت الجدران المهدمة ورائى
باردة .. خشنة .. مظلمة
كنا نهارا حقا .. فى عز الحر
والشارع يخلو تماما من المارة
بعد صلاة الجمعة
ذهبت اشترى طلبات للمنزل
سارحة .. دخلت أول شارعنا
فوجئت بمن ينتزعنى من شعرى
ضربات اصابعه السريعة المتعاقبة على وجهى
لم افهمها..
حتى الالم لم استوعبه سريعا فى لحظتها
لا الدموع المالحة ولا طعم الدماء على شفتى المجروحة
ثم بدأت استوعب .. لكن لم أكن أراه
فقط شعرت بأظافرى تخترق لحم وجهه
عضلات ذراعى تقاوم اقترابه
ثم سمعت أناتى .. نعم ..لقد بدأت أبكى أخيرا
لقد استرديت وعى بالحياة وبالموقف
اخيرا..
جاء الرجل الطيب .. جارنا.. ووالد صديقتى
سمع أناتى من خلف الجدران الرطبة المتكسرة
للمنزل المهجور نصف المهدم .. انقذنى من بين يديه .. كانت ساقاى تنزفا دما وألما من تأثير حذائه الردئ
ولا ادرى بنفسى سوى وانا على يدى الرجل الكبير.. جارنا الطيب
ادخلنى بيتنا.. المشهد التالى الذى أذكره
جلوسى شبه راقدة على السرير الكبير فى حجرة امى.. حركات اخى العصبية وصوته العالى وهو يتوعد ان يطرد الولد وأهله من العطفة الصغيرة فى اخر شارعنا
كنا نسميهم بالغجر ..
هكذا سمعت الكلمة تتردد مرارا أمامى
ثلاثة أو اربعة أسر جاءت واستقطنت منزل قديم كانت تحرسه وتغفره .. استعدادا لهدمه وتحويله لمستشفى كبير
كنت كثيرا ما أمر من العطفة اختصارا للطريق
اذهب لأخذ درس الرياضة
فى الصف الثانى الاعدادى
غازلنا .. زميلاتى وأنا
عايرته بأمه التى تنظف السلالم والاسطح لأمهات شارعنا
و يشكون فى امانتها .. ويدعونها هى وابناءها بالغجر
جرحته .. فقرر فى نفسه الانتقام منى.
وقد كان
اسابيع مرت اداوى جروج وجهى ونفسى
لم اخرج فيها إلا نادرا
***
بكت وهى تتذكر ألامها..
احساسها بالقهر
غضب اخوها من اجلها
وجروحها التى لم تشفى بعد ..
كانت تتلمس ساقيها .. ومواضع الالم منها
وكنت اكتب وراءها كلمة بكلمة
وهى تحكى
تبكى ..
وتحكى ..
وتبكى..
وهدأت
ثم هدأت تماما
وقفت تسلم على .. تفتح الباب وتذهب
أعود .. أجلس خلف مكتبى
خلف أوراقى وقلمى
لقد أرحتها حقا..
اخرجت انفعالاتها وألامها المسجونة
رضيت عن عملى..
لقد وجدت من يسمعها
أما أنا فلم أجد
رحاب الطحان