عندما تنفسخ الخطوبة

ماذا يحدث عندما تنفسخ الخطوبة؟
عادة الخطوبة تنفسخ بقرار من الفتاة و ليس من الخاطب لأسباب كلها تتعلق بصفات لا يمكن لا تغييرها و لا تعديلها و لا تحملها، عندئذ تشعر الفتاة أنها اصطدمت بشخص آخر كان في بادئ الأمر يبدو في صورته الملائكية ثم انكشفت صورته و بان على حقيقته.
و أحيانا يحدث العكس.
لكن من يتأثر؟ أو على من تكون الصدمة أشد وطأة؟
إن الفتاة بطبيعتها رومانسية أي تميل للعاطفة أكثر من ميلها للتفكير العقلي، و لذلك فإنها تشعر أكثر بخسران كبير فالشخص الذي تمنته بصورة ما و رسمت معه أحلاما وردية قد بدا شخصا آخر و البيت الرملي هدمته أول موجة صغيرة فاستوى بالرمال الشاطئية.
قد تشعر الفتاة في نفسها بأسى كبير فميلها للحياة الزوجية و الاستقرار أكبر من ميل الرجل الذي قد يكمل حياته دون زواج بينما تتربى الفتاة في بيت أبيها منذ نعومة أظفارها لتكون زوجة و أما.ففي الصغر تداعب عرائسها و تحتضنهم و تتخيل نفسها في بيتها مع زوج تنسجه في الخيال، و تكبر الفتاة و تكبر لديها الرغبة في الاستقرار و الأمومة.
و عند دخول أول شخص في حياتها تنشغل الفتاة فتحلم و تحلم و تطلق للخيال العنان. و مع أول زغروته تنطلق الفتاة مع خطيبها و يسرحا معا في دنيا المستقبل السعيد و العش الهادئ المستقر.
و في فترة الخطوبة قد يستغل الشاب هيام الفتاة و ولعها به فيوهمها بشخصية غير حقيقية فيبدو كشاب مثالي تحلم به كل فتاة.
و في النهاية تفيق الفتاة فتقرر فسخ الخطوبة و بقرارها تخرج الفتاة من تجربة أليمة و ذكريات أكثر ألما، فهي لا تبكي على الفتى بقدر ما تبكي الأيام الجميلة و الأحلام السعيدة و الأوقات التي أضاعتها و ربما سنوات العمر التي أمضتها مع شخص مخادع مثل ذلك الخاطب.
و كلمتي للفتاة التي تعرضت للمكر و الخديعة. فالحياة قد تبدأ من هنا و فشل مثل تلك التجربة قد يكون نجاحا لك في أخذ قرار مصيري كهذا. فبدلا من الاستمرار في الخطأ، الأفضل بتره. أما الذكريات المؤلمة التي ترتبط بأحلام نسجها الخيال فلتعلم كل فتاة أنها عند الدخول على حياة زوجية يجب أن تتأسى بالصحابيات الجليلات و أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين. فالحب و الحياة الزوجية المبنية على المادية و الزيف ، هما أسرع ما تذوبهما الأيام. أما الحب الصادق هو ذلك الذي ترجو فيه الفتاة و الشاب وجه الله دونما التفكير في المتاع الشخصي بل يأتي في المقام الأول الحب في الله. هذا المعنى الذي نسيه الكثير منا فانطلقنا نلهث وراء الشهوات المادية دون البحث عن أسباب السعادة الحقيقية.
فعندما يحاول كل طرف أن يتقي الله و يسعد الطرف الآخر أملا و إرضاء لله عز و جل، يشعر بالسعادة الحقيقية
أما عندما يفكر كل منا في الشهوات من مال و جاه و جمال، فهو يفقد بذلك المعاني الحقيقية للسعادة الزوجية، فينسى أن كل شيء زائل و لن يبقى إلا وجه الله الذي عليه أن يرضيه باختيار موفق يساعده على إرضاء الله و يقومه لطاعته فيدخل الرجل الجنة و بصحبته زوجه الصالح التي أطاعته و حفظته و سرته. فتكون له الزوجة في الدنيا و في الآخرة يفوق جمالها جمال الحور العين.
هذا هو الاختيار و إن فاتك هذا الاختيار عليكي عزيزتي أن تفكري أن الله أمر بالفراق بينك و بينه كي يريك أفضل و أبر منه لله فتدخلين الجنة و يدك في يده و تنعمين به في الدنيا و الآخرة في طاعة الله و محبته.